نبذة عن بني عطية

بسم الله الرحمن الرحيم

رأيت في بعض المنتديات من نسب قبيلة ذوي عطية من عتيبة إلى بني عطية القاطنين بتبوك وبعضهم قال بل هم من بني عطا من العوازم مستدلين بأدلة ساذجة (لا تنطلي إلا على الجهلة في علم الأنساب والتاريخ)

فمن نسبهم إلى بني عطية من قبائل تبوك لم يكن لديه من دليل سوى تطابق اسم العشيرتين, وحتى أوضّح أكثر وبجلاء, أنه الشيطان نزغ بين قبيلة ذوي عطية وبين قبيلة أخرى من عتيبة أخذوا فيها يتراشقون بالقصائد الشعرية, وحتى يفحم الخصم شعراء ذوي عطية, قال في قصائده ما معناه أنكم يا ذوي عطية لستم منّا وإنما أنتم نزيعة من بني عطية أهل تبوك.

وطبعا الشعراء لهم كلمة مسموعة في الوسط العامي, فكل من سمع بهذه القصيدة قال: آآآه أثر ذوي عطية أصلهم من بني عطية !!!!
هذا كلام لا يقبل عقلا ولا نقلا والأنساب لا تؤخذ من شاعر يهجو شاعرا آخر والله تعالى يقول: ((والشعراء يتّبعهم الغاوون) فهؤلاء لا شك أن غاوون بنص القرآن الكريم.

أما من نسبهم إلى بني عطا (قبيلة العوازم) فهو مثل الآخر ليس لديه من ثمّة دليل سوى التشابه الجزئي بين اسم عطية وعطا !!! ويقول أحد الاخوة في موضوع له أن ذوي عطا من سليم أصلهم من بني عطا العوازم, وليس لديه من دليل سوى تشابه الأسماء, وكل هذا هراء .

وقد احتج بعضهم بقصيدة هذال بن فهيد الشيباني التي يقول فيها:
تزايدني بخراص عيونه كنها القرّاص .. بني عمه هتيم الشام جوه العام بادينا

هذا البيت له قصة وخبر
فأما خبره: فإن جد الخراريص المدعو جبرين الخرّاص, كان يوما في محله, إذ قدمت عليه امرأة لا يعرفها, فسألها عن حالها, فأخبرته أن أهلها وقعت عليهم حرب فرقتهم, فهامت على وجهها في الصحراء, فاستقبلها, ويبدوا أن المرأة أعجبته فسأله عن نسبها فقالت أنا عنزية! وكانت المرأة نسبها ينتهي إلى هتيم , فعرض عليها الزواج منه فقبلت, فتزوجها, وانجب منها طفلا أسماه: عنّاز, وهو جد ذوي عناز البطن المعروف في قبيلة الخراريص.
ثم إنها حملت , وفي أثناء حملها قدم على بيت خراص رجلين على ركائبهم , فلما وقفوا أمام بيته, طلعت عليهم زوجته, فلما رأوها أناخوا ركابهم وأقبلوا عليها يسلمون عليها سلام المحارم !!
فلما رأهم خراص وما يفعلون, ذهب ينظر في وسوم الإبل فإذا هي وسوم إبل بني هتيم, فأخذ رمحه وخرج عليهم وقال لتخبرني خبركم مع هذه المرأة أو لأقتلنكم, فقالوا: هذه أختنا قال أنتم من هتيم وهذه تدعي أنها عنزية, فقالوا لا والله نحن إخوتها ونحن من هتيم. فطلقها وامرها أن تخرج معهم
فخرجت معهم بحملها أما عناز فأبقاه عنده,
فولدت ولدا سمّته زبن, فهو جد الزبون البطن المعروف في هتيم,
فحصل أن الزبون لما كثر عددهم وعرفوا نسبهم, أرادوا العودة إلى قومهم الخراريص, فوفدوا على الخراريص في زمن مضى, وطلبوا من الخراريص أن يعترفوا بهم, فأبى الخراريص ذلك, وقالوا لهم أنتم صرتم من هتيم.

أما قصة البيت المذكور, فإنه وقعت حرب بين العضيان وبين الشيابين, فكان الضيط شيخ العضيات يتوعد الشيابين وشيخهم هذال بأنه سوف يستنصر بالخراريص وكان الخراريص اهل شجاعة وإقدام في المعارك, فأرسل له هذال إن كنت تريد أن تستنجد بالخراريص فانا سوف أستنجد بالدعاجين, وقال له ذلك البيت.

والعلم سلامتكم.

أما بخصوص نسب ذوي عطية من المزاحمة من الروقة.
فإن ذوي عطية هؤلاء هم أنفسهم ذوي عطية من القساورة من الثبتة, وهم لا زالوا يعرفون في الثبتة بهذين الإسمين : ذوي عطية والمزاحمة, هكذا أخبرنا نسّابة الثبتة.

ويقول نسابة الثبتة أن المزاحمة ليسوا من الروقة وإنما هم بنو عمومة لهم يجمعهم ثبيت, لكنهم دخلوا في الروقة لما انتقولا عن السراة إلى حرة الحجاز.

وهذا النسب موثّق لدى نسّابة الثبتة بالسراة,

ويكفيك أن ذوي عطية من أقدم قبائل عتيبة, حيث جاء ذكرهم في وثيقة مؤرخة عام 759هـ

يعطيك العافية
نترقب جديدك المميز
احترامي وتقديري