بسم الله الرحمن الرحيم
{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ًذلك الفوز العظيم}صدق الله العليّ العظيم ( التوبة: آية 100)
*قال الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) :
( لو لا الهجرة لكنتُ من الأنصار، ولو سلكت الأنصار شعباً والناس شعباً لسلكت شعب الأنصار)
رواه مسلم والبخاري.
بقلم أمير الأوس والخزرج في العراق جاسم محمد راضي الأنصاري
عشائر آل بدير في العراق
من العشائر العربية الأصيلة التي تقطن في محافظة القادسية و عفك و الدغارة آل بدير (العبرة) والشامية ، ولها تأريخ معروف في الثورات الوطنية ضد الاحتلال البريطاني وإن أصل هذه العشائر من العرب العاربة التي نزحت من اليمن إلى الجزيرة العربية والى العراق ، وورد ذكرها كثيراً في كتب النسابين فمنهم من قال أنهم من العشائر القحطانية ، وكما جاء في كتاب العزاوي (عشائر العراق) بأنهم من العزة من الأجود وإن اتصالهم بجد غير معروف، وآخرون يدعون بأنهم من عشائر قحطانية من حمير يرجع نسبهم الى حجر رعين ، وكما جاء في كتاب تهذيب الأنساب ص89.
وفي تعليق حول تسمية الحجري في كتاب اللباب في تهذيب الأنساب قوله : (إن حجر رعين هو حجر حمير وان رعين هو بطن من حمير واسمه بريم بن زيد بن سهل من يعرب القحطانية) والحقيقة إنهم حجران في التأريخ هما حجر رعين وحجر الأزد (عبد الأشهل) ولا غيرهما ، فأما حجر رعين سكن بلاد تركيا ولم ينزح الى العراق حسب ما جاء في كتاب الضوء اللامع ص22.
وحجر الأزد هم بني صخر بطن من عبد الأشهل و الرعل هو مال لعبد الأشهل ، فإنه بدر الدين بطن من بطون عبد الأشهل لأن عبد الأشهل قبيلة في الجاهلية كما ورد في كتاب العرب في الجاهلية والإسلام ص65-66، وإن كل هذه العشائر التي وردت في سياق الأفخاذ وعشائر آل بدير كلها تشير أنه من الأوس القحطانية ولهم سلالاتهم فمنهم المناصير وآل سندال، وآل سعيد، الشموس، وآل سباهي، وآل عليوي، واما آل بو حسين فهم من آل عبد الله من الجعافرة سكنوا صعيد مصر، وكل هذه البطون جاءت عن طريق جبل عامل وهم كثيرون، ومنهم الحسنات ، وبنو ابراهيم، وآل عيسى، و بنو أحمد، بنو مقبل، بنو حسين، و بنو يوسف، فلا يجوز لهذا الاسم العريق والذي يعتبره النسابون من احدى العشائر ولو كانت هي من الاوس والخزرج أصلاً فإنهم بالأساس قبيلة قبل الإسلام أي (قبيلة عبد الأشهل) وعلمهم أمير المسلمين سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن ، ومنهم عشائر أولاد داود في ديالى والتي تتألف من سبعة عشائر (آل بو سليمان، الجراونة، آل صكَيرة ، آل جبارة، جخيدم، غزيوي، كطو).
وهناك بديرآل بو حسين في المحفوظ هؤلاء أولاد غازي البدري .
اما عن ارتباط عشيرة الشراهنة بآل بدير لم يكن اعتباطاً وإنما هم أبناء عمومتهم وسكنوا معهم في تلك المنطقة .
اما ثامر العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية يدعي بأنهم من بني حسن من بني مالك بن خزاعة بن الحارث من العشائر القحطانية سكنوا ناحية العبابسة أيام الحكم التركي بعد ان تركوا منطقة العبرة عند نزوحهم من اليمن والجزيرة العربية، ولكن الحقيقة إن عشائر آل بدير يرجع نسبها إلى بني حسن من بني مالك بن الأوس بن الحارث وليس إلى خزاعة بن الحارث رغم أن خزاعة والأوس هم أخوة وأمهم قيلة ، ولكن لا يوجد هناك سند تأريخي يؤيد كونهم من خزاعة بن الحارثة، كما أنهم ليسوا من حمير كما يدعي العزاوي والذي أنكر بأنهم ليس لهم جد معروف .
ونستنتج من كل هذا بأنهم ينتسبون الى حجر الأزد (عبد الأشهل)( ومنهم أمير المسلمين سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن) وهم بطن من قبيلة الأوس القحطانية الأزدية وأبوهم بدر الدين الملقب السويدي (البغدادي الأصل) ، ومنهم الشيخ العام الحاج تكليف الحاج رحم الحاج صكبان وهو مؤرخ ونساب وعضو في اتحاد المؤرخين العرب ، ومن بطون هذه القبيلة هي الفراحنة ، وآل بو حسين ، وآل بو خلف، ومنهم عشائر الغزالات والجعافرة وبني صخر .
وإن بطن عبد الأشهل من البطون الكبيرة قبل الإسلام ولهم باع طويل في الجاهلية وتتفرع منهم فروع كثيرة منها آل بو مفرج ومنها الشهيلات معظمهم مع شمّر والأشهلي الذين يسكنون منطقة ديالى ، واليه ترجع عشائر صكَيرة وآل جبارة آل حمد، آل سليمان، آل غزيوي، كَطو، وآل جخيدر، ولهم فروع كبيرة بآل بدير يرجع نسبهم الى بدر الدين السويدي البغدادي الأوسي من سلالة عبد الأشهل وجدهم سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن ، وسنبدأ لكم في بحث آل بدير مفصلاً، وفروعهم كثيرة:
أولاً:- بطن الفراحنة:- فيهم الرئاسة وشيخهم العام فالح تكليف رحم الصكبان والتي تتكون من العشائر التالية :
1- المنيخر: وهم آل شهد وآل صكبان الفراحنة.
2- المنصور : شيخهم حسين كزار عن فخذ آل حمد.
3- آل بو نصف : شيخهم عبد الحسن تايه من الفراحنة.
4- العمور : شيخهم فليح جبير كاطع من الفراحنة.
5- آل بو جوان: شيخهم عاتي حمود خلف / ثامر رويضي عن الفراحنة.
6- آل بو فلاح: شيخهم منديل خلف جوان / من الفراحنة.
7- آل سندال: شيخهم عبد الله كزار محمد، عبد الحمزة طاهر/ من الفراحنة.
8- آل بو راشد: شيخهم حاتم وحيد حربي/ الفراحنة.
9- العميان: من عشيرة آل بو سعد شيخهم كاظم وحيد /الفراحنة.
10- الشموس : شيخهم عبد السادة عباس حسين/ الفراحنة.
11- آل جناح: (حلف) شيخهم رحيم طراد سلمان / الفراحنة.
12- آل زامل: شيخهم كاظم شهد / الفراحنة.
13- البراجع: حلفاء آل زامل.
ثانياً :- آل بو حسين : رئيسهم العام الشيخ مظهر فيصل.
ثالثاً:عشيرة الفراحنة شيخهم فالح تكليف رحم الصكبان.
رابعاًً:- الشراهنة : شيخهم رحيم عبد الجبار، بادي مطوح آل بدير.
خامساً:- نبهان : شيخهم عدنان نذير ، حلف مع عشيرة آل بو حسين .
أما عشائر آل بو خلف: رئيسهم العام أياد مجيد صويح سلمان، وعشائرهم :-
1- آل بو زياد.
2- عشيرة الشموس.
3- آل بو مزيد.
4- آل بو علي.
5- آل بو شريفة.
6- عشيرة السباهي.
7- آل عليوي. 8- بني حجم.
ورئاسة البدير العامة اقتصرت في قبيلة الفراحنة ، فأول من تولى الرئاسة العامة هو فرحان بن غازي ومنه انتقلت الى ولده منصور ثم الى ولده حمد ثم الى ولده علي ثم الى موسى ثم الى عبد الله ثم الى مهلس ثم الى ولده سبتي ثم الى جامل ثم الى ولده منيخر، وبعده أخذت تتراوح الرئاسة العامة بين ولديه خشيم و ثويني ، فخلف ثويني شهد وخلف خشيم محمد (أبو جاسم) وأصبحت الرئاسة العامة تتراوح بينهما وبعد ذلك انتقلت الرئاسة العامة الى الحاج صكبان بن محمد (أبو جاسم)، ومن بعده أخذت الرئاسة تتراوح بين سلمان الحاج صكبان و شعلان الحاج شهد، وتوفي الاثنان عام 1943وبعدهم انتقلت الرئاسة الى الحاج رحم الحاج صكبان ومن ثم الى ولده الأكبر حامد رحم آل صكبان ولكثرة انشغاله بالدوائر الحكومية آلت الرئاسة الى أخويه مهدي والحاج تكليف أولاد الحاج رحم ومن بعد وفاة عبد الأمير الشعلان آلت الرئاسة الى أخيه عبد الكريم ، ولمرضه آلت الرئاسة الى مهدي العبد الأمير وبعد وفاته حل محله ولده محمد .
علما إن آل بو حسن والفراحنة وآل بو خلف أولاد غازي.
أحداث عشيرة آل بدير وتاريخها الداخلي
في ومن رئيسها العام محمد أبو جاسم والد الحاج صكبان تصارعت عشيرة آل بدير مع عشيرة ربيعة ورئيسها مشكور ابن كركوش.
سبق وأن ذكرنا مساحة الأرض العائدة الى آل بدير وتبلغ مساحتها 750ألف دونم وهذا الرقم حسب مسح التسوية لخرائط (الكادشرو) في سنة 1952 والتي تحادد ثلال محافظات، كانت تروى من شط (نهر) الحلة- دغارة ثم آل بدير ووصولاً الى شط (الكار) الذي يتصل بهور الناصرية وكان من أهم الأنهر للمواصلات النهرية في السفن والمراكب ، ويعد شط آل بدير أكبر من شط المشخاب حالياً، وفي العهد العثماني وبعهد رئيس عشيرة آل بدير (محمد أبو جاسم) الشخص المعروف والبارز فيها، تعرضت آل بدير الى غزو أمير ربيعة فنزل بعشيرته في أراضي (العبرة) من أراضي آل بدير وكان منزله في علوة (أبو ربية) في الجانب الأيسر من شط الدغارة ويقع مسكن محمد آل خشيم في أراضي سويد يبعد 20كم عن دار أمير ربيعة آنذاك، لم يحتمل محمد أبو جاسم غزو ربيعة لأراضيه وأراضي آل بدير سواء وقع الغزو من ربيعة أو غيرها فدخل في معركة حازمة مع عشيرة ربيعة لأن الليث يضرى إذا خدش ، وأثر تلك المعركة الحامية قتل أمير ربيعة وهو مشكور بن كركوش ورجعت ربيعة الى أعقابها وهزت ورجعت الى منطقة الكوت- واسط- واستقرت في أراضي الحسينية على الجانب الأيمن من نهر دجلة والى يومنا هذا، ولما كان محمد أبو جاسم شخصاً بارزاً وذا مكانة اجتماعية مرموقة من حيث اصالته العربية ووطنيته ومعاداته للاستعمار العثماني الذي احتل بلاد ما بين النهرين وبقية الأقطار العربية ردحا من الزمن فقامت حكومة الأتراك بإعتقاله هو وجماعة من عشيرة آل عليوي وهم عبد السلطان ودهام السلطان تمهيداً لتسفيرهم الى جزرة (ميش) وقبل أن يسفّر آل عليوي توفي أحدهم وهو (عبد السلطان) فأطلقوا سراح أخيه دهام السلطان اما محمد أبو جاسم الرئيس العام لعشائر آل بدير فلم يسفر وبقي في الاعتقال في بغداد وأخذ يراجع عنه ولده الأكبر صكبان فقدم طلباً لوالي بغداد يطلب فيه اطلاق سراح والده من المعتقل فأوعده الوالي بتلبية الطلب صباح اليوم التالي وبنفس تلك الليلة التي أعطى فيها الوالي الوعد بإخلاء سبيل محمد أبو جاسم إلا إن الوالي العثماني عمد الى دس السم له في الطعام وتوفي مسموماً وقام بمواراة جثمانه ولده صكبان في مقابر قريش في الكاظمين (عليهما السلام) ودفن في الباب الأول عند مدخل الحضرة الشريفة.
معارك سعدون باشا مع آل بدير
وخلال تلك الحقبة الزمنية من حكم الأتراك قام سعدون باشا رئيس عشائر المنتفك بغزو القبائل القاطنة في الأراضي الممتدة من حدود محافظة البصرة الى محافظة القادسية وتمكن من الاستيلاء على مساحة من أراضي آل عليوي في آل بدير والتي تسمى (الخرخرة) وتروى من نهر (الكار) وأذعنت له معظم القبائل بسبب نفوذه أنذاك وعلاقته الوثيقة بالسلطة العثمانية التي عهدت له جباية الضرائب وبتلك الأراضي شيد له داراً عليها وفي الجانب الأيسر من نهر الكار وما زالت تلك الدار باقية ويطلق عليها دار الباشا.
وبعد أن توغل سعدون باشا في أراضي آل بدير وأراضي آل عليوي بعث برسائل الى العشائر المجاورة لعشيرة آل بدير يطلب فيها منهم الاذعان له وتسليم أراضيهم اليه وبخلاف ذلك سيدخل معهم بمعارك ليرغمهم على التسليم لمطاليبه ، ومن بعض من أرسل اليهم الرسائل رئيس عشيرة الخزاعل فهد آل حمادي وكان جواب رئيس عشيرة الخزاعل الى سعدون باشا بأن هناك حداً بين عشيرة المنتفك وعشيرة الخزاعل وهو السيف وأرسل له سيفاً مجرداً من غمده بيد الرسول وعند وصول السيف الى سعدون باشا استثنى عن الدخول في معركة مع الخزاعل ولعل في الاستثناء حكمة وتعقل.
اما ما يتعلق بعشيرة آل عليوي الذي استولى على جزء من أراضيهم سعدون باشا فقد بعث اليهم هذا الأخير برسالة يطلب فيها منهم تسليمه ما تبقى من أراضيهم فكان جوابهم وعلى لسان عميدهم (أدهام السلطان) طلب الهدنة لمدة أسبوع ليتدبر الأمر ويصدر قراره حلاً لهذا النزاع لما يترتب عليه من آثار، فوافق المنتفكي على ذلك، وعلى أثر ذلك استنجد أدهام السلطان برئيس عشيرة آل بدير الحاج صكبان يطلب منه العون والنجدة ودفع الأذى المحيط به من آل السعدون ، ورغم الخلافات الجانبية بين الطرفين وللقصيدة التي بعث بها أدهام الى ساكن الجنان اما ما يتعلق بعشيرة آل عليوي الذي استولى على جزء من أراضيهم سعدون باشا فقد بعث اليهم هذا الأخير برسالة يطلب فيها منهم تسليمه ما تبقى من أراضيهم فكان جوابهم وعلى لسان عميدهم (أدهام السلطان) طلب الهدنة لمدة أسبوع ليتدبر الأمر ويصدر قراره حلاً لهذا النزاع لما يترتب عليه من آثار، فوافق المنتفكي على ذلك، وعلى أثر ذلك استنجد أدهام السلطان برئيس عشيرة آل بدير الحاج صكبان يطلب منه العون والنجدة ودفع الأذى المحيط به من آل السعدون ، ورغم الخلافات الجانبية بين الطرفين ، فسافر آنذاك الحاج صكبان الى مدينة الديوانية وأخبر الحكومة الموجودة بالموضوع وطلب منه الحاكم ابراز مستمسك تحريري يثبت بكون الأراضي التي يسكنها سعدون باشا هي جزء من أراضي آل بدير واغتصبها منهم بقوته ونفوذه كما تدعي يا حاج صكبان ، فعندما رجع الحاج صكبان الى ناحية البدير وسافر الى سعدون باشا الذي كان يسكن أراضي الخرخرة في صدر نهر الكار وعند وصوله الى سعدون باشا رحب بمقدمه واستبشر واعد له وليمة غداء، لأنه كان خائفاً من معارضة الحاج صكبان فيما إذا قام بالزحف على آل بدير وغيرهم وكانت عشائر المنتفك تقطن مع سعدون باشا وتحيط بداره التي بناها ولا تزال موجودة لحد الآن وتقع في الجانب الأيسر من نهر الكار ، واما عشيرة آل عليوي في الجانب الأيمن من النهر مقابل سعدون باشا، وكان يرافق الحاج صكبان رجلان أحدهما يدفع الزورق الذي أقلّه عبر شط الكار بشرط أن يبقى صاحب الزورق بإنتظاره في جانب المنتفك والشخص الآخر يمضي برفقته.
بدء الحديث بين سعدون باشا والحاج صكبان حول الأراضي التي أخذت من آل بدير وغيرها فخاطب الحاج صكبان سعدون باشا بقوله :
إن الأراضي التي تحت حوزتك وسيطرتك قد اغتصبتها وهي تسمى (جسب) لأنها لم تكن ملكاً لآل سعدون فليس أي مانع عندي إن أعطيتني نصفها فأكون معك عوناً وسنداً على من تشاء كسبه أنا وعشيرتي ، فقبل سعدون باشا بهذا العرض فأثنى عليه الحاج صكبان وأبلغه إن هذا الاتفاق هو شفوي ويعرض للنقض من أحد الأطراف فالأفضل أن يكون اتفاق تحريري بيننا يوثق بتواقيعنا وبشهادة شاهدين ليكون مرجعاً لنا عند حصول أي خلاف، فوافق سعدون باشا وأبرمت اتفاقية بين الطرفين وفقاً للشروط المتفق عليها بينهما وأخذ كل منهما نسخة من الأتفاق.
وكانت غاية الحاج صكبان من ذلك الحصول على مستمسك تحريري يبرزه الى السلطة في الديوانية موقع من سعدون باشا وبإعترافه بأن تعود الى عشيرة آل بدير.
ونهض سعدون باشا الى داره للأمر بإعداد طعام الغداء، فتبعه أحد رؤساء المنتفك وهو حامد المشاري وأخبره بأن الاتفاقية التي أبرمت بينه وبين الحاج صكبان لم تكن إلا خدعة من الحاج صكبان فيجب أن نقتله على مائدة الطعام واستشهد بالقول المأثور (إذا فاتك الثعلب ما ترى إلا غباره) واتفقا على قتل الحاج صكبان وأعدوا أشخاصاً يقومون بهذه المهمة.
اما عن الحاج صكبان فإنه عند ذهاب سعدون باشا الى داره شعر بقرارة نفسه إن هناك مكيدة تضمرها سرائر السوء تبغي اغتياله، فطلب أبريق ماء قاصداً دورة المياه لغرض التمويه، فقام الشخص الذي كان يرافقه بحمل الإبريق وترك الحاج صكبان عبائته وحزامه في المكان الذي كان يجلس فيه ليضلل الحضور بأنه سيعود الى موضع جلوسه وعند وصول الحاج صكبان الى ضفاف النهر الذي يرسي فيه الزورق رمى الابريق من يده واستقل الزورق وطلب من ربانه أن يسرع في الإبحار ميمماً وجهه صوب الضفة الاخرى التي تسكنها عشيرة آل بدير الذين كانوا بأنتظار عودته وفي قلق شديد على سلامته، وحين شعر المنتفك بهذه الواقعة التي تدل على ذكاء مفرك وعبقرية ونبوغ، بادروا الى اطلاق العيارات النارية من بندقهم صوب الزورق بكثافة فأومأ الحاج صكبان بيديه الى أفراد عشيرته بالرد بالمثل ، فبودل اطلاق النار بين الطرفين وعند وصوله الى الضفة التي فيها مضارب عشيرته أبلغهم أن أراضيهم عادت اليهم.
وفي اليوم التالي من وصول الحاج صكبان الى ديار عشيرته سافر الى الديوانية وسلم المستمسك التحريري المؤيد لحق آل بدير في أراضيهم الى السلطة الحاكمة أنذاك والتي كانت تعاني من تغلغل سعدون باشا وتمرده عليها ، فجهزت جيشاً مع الحاج صكبان لمطاردة وملاحقة سعدون باشا وعشيرته، وكانت عشيرة آل بدير متحدة مع الجيش في تنفيذ هذه المهمة، وحدثت معركة حامية وحاسمة بين الطرفين انتهت أخيراً بدحر سعدون باشا وقوته وعلى أثرها غادروا أفراد عشيرته المنطقة وسكنوا في لواء الناصرية (ذي قار حالياً) والتي بناها ناصر باشا الملقب (بالأشكر) وسكن قسم منهم في حواضر واسط والقسم الآخر استقروا في قضاء الحي وامتدت منازلهم من واسط حتى الناصرية على جانبي ضفاف نهر الغراف، والأراضي التي سكنوها هي (الرومية، ابيجع، السايح، التساعين وغيرها) وأصبحت ملكاً صرفاً لهم وزعت عليهم في زمن اجدادهم في العهد العثماني، وبعد المعركة المشار اليها وهزيمة المنتفك من أراضي آل بدير أنشدوا هذه الأهزوجة الشعبية (اهنا يتمنه السعدوني) .
هجرة آل بدير:
من أراضيهم الواقعة في ناحية آل بدير التابعة لمحافظة القادسية الى أراضي السايح والتساعين العائدة الى اسرة السعدون المنتفك.
الفراحنة
ويقدر عددهم بعشرة آلاف نسمة ونخوتهم (أولاد فرحان) يسكنون أراضي العبرة وهي مركز الناحية الحالي، وأراضي سويد وهي أراضي واسعة تبدأ حدودها الشمالية من نهاية أراضي عفك وجليحة ونهايتها تحادد ثلاث محافظات وهي الكوت واسط والسماوة المثنى والناصرية ذي قار ، وكانت زعامة عشيرة آل بدير تعود الى المنيخر وهو الجد الأكبر لآل صكبان وآل شهد وكان الرئيس العام من بينهم هو محمد أبو جاسم والد الحاج صكبان وذلك في العهد العثماني وأعقبه بالرئاسة ولده الحاج صكبان وكان معاصره من آل منيخر هو ابن عمه الحاج شهد الثويني وكان كلاهما يقيمون في العبرة مع عشيرتهم (الفراحنة) وبقية أخوتهم يقيمون في الأراضي الباقية ومسكنهم العبرةراضي الباقيااا
أيضاً ، وإن الأراضي مشتركة بينهم وغير موزعة عليهم غير أن المياه انقطعت عن أراضيهم بسبب تحول نهر الحلة الى النجف لغرض إكمال سدة الهندية في سنة 1903 وفتحت في سنة 1913 لذلك هاجرت عشائر آل بدير الى الغراف في أراضي الحي هم وعوائلهم وأتباعهم فاستقر الحاج صكبان في أراضي (التساعين) والتي تعود ملكيتها الى عبد الرزاق فهد السعدون وأخوته وقسم منها يعود الى الشبلي من آل سعدون، وكانت أراضي واسعة جدا واستوطنت فيها أكثر عشائر آل بدير مع الحاج صكبان وكانت تلك الأراضي (التساعين) مشغولة من قبل فلاحين من عشيرة آل عايد الركابية وقسم من عشيرة مياح وكان آل سعدون مؤجرين تلك الأراضي من مستأجريها المذكورين وبعد إن علم الفهد بقضية الاستئجار عارضوا ذلك بغضاً بالحاج صكبان وعشيرة آل بدير لحقدهم الأعمى والدفين ولحدوث تلك المعارك لهم من آل بدير يحدوهم الحذر وخشية من أن يقوم الحاج صكبان بالاستيلاء على أراضيهم وطردهم منها كما فعل معهم في أراضي الكار من ذي قبل والتي أشرنا الى أحداثها مفصلاً مما تقدم والقول المأثور يقول (ما خفق الشراع على رأس عاقل مرتين) وأصروا على أن ترحل عشيرة آل بدير من أراضي (التساعين) أنذاك امتنع الحاج صكبان عن الرحيل من أراضي المنتفك واعتبرها مسألة مصيرية أما الحياة واما الممات، ولم يكن ذلك طمعاً منه في أراضيهم ولكن للضرورة أحكام وسبب ذلك يعود الى عدم وجود المياه في أراضي آل بدير وانعدام حتى ماء الشرب.
نشوب حرب التساعين بين آل بدير وبني رجاب
أثر ايجار الأراضي من قبل آل بدير في منطقة المنتفك للأسباب التي أشرنا اليها ، نشبت حرب بين عشائر آل بدير وأتباعهم من بني رجاب والسادة الزوامل الذين كانوا يسكنون أراضي طرخومة العائدة لهم والمجاورة لأراضي السايح والتساعين من جهة، وبين عشائر المنتفك وبني رجاب ومياح التابعين للمنتفك وهم آل سعدون ، وفيما يلي جدول بالعشائر المنتفكية:
1- مياح: الرئيس العام (الشيخ عبد الله) محمد الياسين.
2- الغريب: برئاسة آل سكر.
3- العايد: برئاسة الوثيج هم العرنوص.
4- الشويلات: برئاسة موحان الخير الله.
5- الكريشات: برئاسة حبيب السميط.
6- البو حمد: برئاسة شعيوط الجساس.
7- المزيود: برئاسة ثامر المزيود.
8- المناصرة: برئاسة فزع الهدلة.
9- الغنامة: برئاسة شعيوط الزيرج.
10- الحمام: برئاسة مزعل الحميدة.
11- الحاتم: برئاسة مزعل الحميدة.
12- آل مناع: برئاسة مزعل الحميدة.
13- آل ساير: برئاسة مزعل الحميدة.
14- الشلال: برئاسة مزعل الحميدة.
العشائر التابعة الى الحاج صكبان عدا عشائر آل بدير
1- السادة الزوامل : برئاسة عبد بن رضا آل طلال وابن عمه ازعيزع الحمادي وقد قتلوا في المعركة نفسها مع المنتفك وهم رؤساء عشائر الزوامل.
2- آل بو ناشي: برئاسة طارش الشندل ، وقتل اثناء المعركة السالف ذكرها وأنشد عليه بنو رجاب هذه الاهزوجة الشعبية:-
(( أفيه وج طارش بهدومة))
أما العشائر التابعة الى الحاج صكبان من بني رجاب
3- الزامل : برئاسة سعدون آلجبر الزامل.
4- الحميدات : برئاسة شجر الناهض.
5- آل حافظ: برئاسة مخيلف العطية.
6- آل جابر : برئاسة اشحاته المجلي.
7- آل جدوع : برئاسة أغدير الصبح.
وكان رئيس مياح عموماً هو الشيخ عبد الله محمد آل ياسين وقد تحالف مع آل سعدون ضد الحاج صكبان ، فقام الحاج صكبان بزيارة الى عبد الله محمد آل ياسين لغرض كسبه الى جانبه وعزله عن المنتفك ، وحين شعروا آل عايد بهذا التحالف أطلقوا أهزوجتهم الشعبية على عبد الله محمد آل ياسين :
(( بس لا يصفر لك وترومه))
وهذه الاهزوجة حين سمعها الشيخ عبد الله محمد آل ياسين لم يعر لها اذن صاغية وذهبت أدراج الرياح، فقام آل ياسين هو وموحان الخير الله بالتحالف مع الحاج صكبان ضد المنتفك وبني رجاب وفعلاً أبروا وعودهم ونفذوا تحالفهم ولم تقم عشائرهم بأي عمل عدائي ضد عشائر آل بدير طيلة مدة حرب التساعين، ولما علم المنتفك وبني رجاب بهذا التحالف أرسلوا يستنجدون بأمير ربيعة ضد آل بدير وفعلاً قام أمير ربيعة بتهيئة عشائر ربيعة لنجدة المنتفك وبني رجاب فعلم الحاج صكبان بأن أمير ربيعة سيدعم بني رجاب ضد آل بدير ، فأرسل رسولاً الى الشيخ عموم زبيد ليبلغه بما أضمره له ولعشائره أمير ربيعة، وكان الرسول هو ضمد الستار من عشيرة آل سندال الفرحانية وأبلغه أن يلقي على مسامع رئيس زبيد أن قيام أمير ربيعة لنصرة بني رجاب يكمن في امرين أولهما كون هذا الأخير خصمه الى الشيخ عبد الله محمد آل ياسين والذي كان يزاحمه وينازعه على الرئاسة العامة لأن عبد الله أشد عزيمة وأكثر نفوذاً وسلطة من امير ربيعة ، وثانيهما أنه يطلب بثأر مقتل جده (مشكور ابن كركوش) الذي قتله آل بدير وذلك عند طردهم من الأراضي في زمن محمد أبو جاسم، فأستجاب رئيس زبيد لطلب الحاج صكبان وأرسل رسولاً يحمل رسالة الى أمير ربيعة يهدده فيها وأبلغه بأن عشائر آل بدير هي عشائر حميرية فإن توجهتم لقتالهم سنكون معهم عليكم ولسنا لكم ، فعند وصول الرسول والرسالة الى امير ربيعة خشى العواقب الوخيمة واستثنى عن محاربة آل بدير خوفاً من سطوتهم وقوة شكيمتهم وتحالفهم مع العشائر الزبيدية، وأخبر المنتفك بأن عشيرة ربيعة تلتزم جانب الحياد ليس لكم ولا عليكم، وبعد تحالف الشيخ صكبان والشيخ محمد آل ياسين والشيخ موحان أنشد سيد حسين السيد ازرير هذه الاهزوجة الشعبية:-
(( سف بحري او بحرك شيروفه))
كان طول جبهة القتال إبتداء من الكوت (محافظة واسط) الى نهاية الشطرة التابعة الى الناصرية (ذي قار) وهي جبهة طويلة قياساً بالمعارك التي تحصل أنذاك وقد دامت معركة التساعين سنة ونصف وكانت محصلتها النصر المؤزر لعشائر آل بدير وذلك في سنة 1912م وقد ذهب ضحيتها الكثير من القتلى والجرحى من الطرفين.
وقد سميت (التغارات) لعدم وجود وسائط نقل للقتلى إلا الجِمال والمعروف إن كل جمل يحمل جثمان رجل واحد فالجمال العشرون تحمل عشرين قتيلاً مقارنة عن كل مئتي كيلو من الطعام على الجمل الواحد وفي الرجال رجل واحد ولهذا سميت عشيرة آل بدير أهل (التغارات) في المعارك.
وعند انتهاء معركة التساعين رجع الحاج صكبان الى مركز ناحية آل بدير، وأبقى ولديه شلال ورحم في أراضي التساعين وبقيت مناوشات بين العشيرتين المتخاصمتين ، وبعدها تدخلت الحكومة الموجودة أنذاك بواسطة ممثلها في الكوت ما بينهم وأعطت الى أولاد الحاج صكبان مقابل أراضي التساعين (خمسة عشر ألف دونم في مشروع الدجيلي) وعند إكمال سدة الهندية ووصول المياه الى ناحية آل بدير عاد أولاد الحاج صكبان الى أراضيهم وعشائرهم ولم يطالبوا بالتعويض المخصص لهم من الأراضي ، وفي سنة 1922 توفي الحاج صكبان في ناحية آل بدير.
حياة وسيرة المرحوم الحاج رحم الحاج صكبان
الرئيس العام لعشائر آل بدير القحطانية
هو الشيخ الحاج رحم الحاج صكبان بن محمد بن حسين بن منيخر بن شامل بن سبتي بن كامل بن مهلس بن عبد الله بن موسى بن زامل بن علي بن أحمد بن منصور بن فرحان بن غازي بن بدير، وهو من مواليد 1882عندما نحصي الشيوخ الاجلاء الكرماء الذين لمعت أسمائهم في الشهامة والبسالة والجود فهو يعتبر من الأوائل الذين يقفزون الى الذهن والذاكرة مكانته العالية بين شيوخ العشائر لما يتسم به من وفاء وشهامة و صخاء حتى صار رمزاً لها بكل تقدير واحترام ومن ميزته أن لم تأتي ضيوف الى دار ضيافته العامرة ليلاً أو نهاراً يكون مهضوم وذلك لغزارة كرمه وخدمة الضيوف ، وقد شارك عشائر آل بدير في حربهم مع المنتفك سنة 1912م، والتي دامت سنة ونصف والتي راح ضحيتها جمع غفير من القتلى من الطرفين وإن عشائر آل بدير كسبت سمعة بأنهم أهل التغارات أي يحملون القتلى على الجمال كل قتل على جمل لإيصاله الى مثواه الأخير في النجف الأشرف لعدم وجود واسطة في ذلك الزمان وكان النصر حليف عشائر آل بدير .
وسبب المعركة هي مذكورة في سيرة الحاج صكبان بالصفحات الفائتة وله من الأولاد أربعة، الكبير المحامي الاستاذ حامد رحم الصكبان والدكتور عبد العالي رحكم الصكبان، ومهدي والحاج تكليف ولهم من الاولاد ما شاء الله.
ترجمة الاستاذ المحامي حامد الحاج رحم الحاج صكبان
1- ترجمة الاستاذ المحامي حامد الحاج رحم الحاج صكبان والذي آلت رئاسة قبيلة آل بيدر له بعد وفاة والده المرحوم حاج رحم حاج صكبان ، ولإنشغاله في الوظائف الحكومية آلت الرئاسة الى أخويه مهدي والحاج تكليف ، واليك المناصب التي شغلها المحامي حامد رحم الصكبان ، تولد ناحية آل بدير سنة 1925م خريج كلية الحقوق لسنة 1946/1947 مارس المحاماة لغاية 1969م حيث عين وزيراً مفوضاً للجمهورية العراقية في جمهورية باكستان الإسلامية ثم نقل خدماته الى وزارة العدل إذ عين مديراً عاماً لدائرة الكتاب العدول وعضو في مجلس العدل ، وفي سنة 1986 أحيل على التقاعد وانصرف الى مزاولة مهنة المحاماة ، وله من الاولاد عدنان : بكالوريوس إدارة واقتصاد ، والمهندس قصي ، والمرحوم صكبان بكالوريوس نظم وحاسبات وله من الاولاد ليث وحارث والمرحوم حسام استشهد مع والده في طريق الأردن في حادث سيارة مؤسف.
2- ترجمة حياة المرحوم الدكتور عبد العال رحم الصكبان والمناصب التي شغلها في الدولة طيلة حياته
أ – محل الولادة وتأريخها : آل بدير / محافظة القادسية/ 1935م.
ب- التحصيل العلمي:
بكالوريوس في القانون، ودكتوراه في الاقتصاد بدرجة شرف.
ج- الخبرة العلمية:
سابقاً أستاذ الاقتصاد والمالية العامة في جامعتي بغداد والمستنصرية ومحاضر في عدة جامعات عربية- مدير المالية العام ثم وكيلاً لوزارة المالية.
رئيس المؤسسة العامة للحبوب وعضو في مجلس التخطيط.
عضو مجلس إدارة البنك المركزي وعضواً في مجلس إدارة شركة النفط الوطنية الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في القاهرة.
مستشار مكتب الشؤون الإقتصادية لمجلس قيادة الثورة.
د: نشاطه العلمي:
أسس مع أخوان له من الأقطار العربية إتحاد الاقتصاديين العرب وانتخب أول أمين عام لهذا الاتحاد وجدد انتخابه لهذا المنصب ثلاث مرات.
سكرتيراً عاماً لنقابة المعلمين العراقيين.
عضو الهيئة الإدارية لجمعية الاقتصاديين العراقيين ومسؤول للجنة النشاط الثقافي فيها ، ساهم وأشرف على مؤتمرات الاقتصاديين العراقيين والمواسم الأول والثاني والثالث والرابع ومؤتمرات اتحاد العرب الأول والثاني الثقافية لجمعية الاقتصاديين العراقيين ومؤتمرات اتحاد العرب الأول والثالث والرابع والمؤتمر الأول للمنظمات العربية المهنية والعلمية لنصرة ودعم مسيرة القطر ضد شركات النفط الاحتكارية غداة التأميم سنة 1972م.
عضو المجمع العلمي العراقي ومقرر لجنة الاقتصاد والسياسة والإدارة فيه مؤلف لمجموعة كبيرة من الكتب والمحاضرات في شتى نواحي المعرفة وعلى وجه التخصيص في مجالات الاقتصاد العراقي والعربي والآفاق القومية التقدمية ودفع ضريبة العمل القومي بأبعاده عن مصر في إجراء تعسفي حاقد أتخذه نظام السادات.
عضو المجلس الدولي لمؤتمرات تمويل لاتنمية الاقتصادية والاجتماعية الدولية ومعهد المالية العامة الدولي وشارك وساهم في عدة أنشطة عربية ودولية في مجال تخصصه الاقتصادي.
وفاته:
توفاه الله في نيويورك أحدى الولايات المتحدة الأمريكية في يوم الخميس المصادف 22/12/1988م في ليلة الاثنين ودفن في مثواه الأخير بوادي السلام في النجف الأشرف يوم 26/12/1988م ، تغمده الله برحمته الواسعة وأنزل على جسده الطاهر شأبيب الرحمة، وله ولدين هما أحمد وأسعد بقيا لحد الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وقد رثاه أخيه مؤلف هذا الكتاب بهذا الأبيات الشعرية التي نشرت في كتاب آل بدير تأريخهم وتراجم أعلامهم للمؤلف تكليف رحم الصكبان البديري رقم الإجازة 2254 في 10/1/1990 ، وإليك القصيدة:
رمتك الحتوف ولا تبـــالـي
ولاقيتها بنيــــــل المعالــــي
أنـــــت لله عبداً مطـــيعــــاً
كما كنت للناس شهماً مثالي
لم تنطق الناس عنك بشيء
إلا الغيور الحــميد الخصــال
اخي هذه سنة الحيــــــــاة
لا آدم خطــــها ذو الجــــلال
كـــم وكم مضوا قـبلـــــــنا
ما خلفوا غير الديار الخوالي
فوالله لو تشترى لشتـريـنا
بكل المستـــحيل ولا نبـــالي
فالحقت ركبك في السائرين
صبراً جميلاً كــلنا للزوالـــي
نسب وحياة الشيخ الحاج تكليف الحاج رحم الحاج صكبان
هو تكليف بن رحم بن صكبان بن محمد بن خشيم بن منيخر ابن جامل بن سبتي بن كامل مهلس بن عبد الله بن موسى بن زامل بن علي بن حمد بن منصور بن فرحان بن غازي بن بدير وهو بطن من حجر رعين عبد الاشهل له ثلاثة أخوة وهم حامد ومهدي والدكتور عبد العالي .
ولهم عدة أولاد حصلوا على شهادات بكالوريوس ، ودكاترة ومهندسين كما مذكورين أدناه، وله خمسة أولاد وهم فالح وفائز والدكتوراه توفيق وعلي وهادي ولهم أولاد .
ولد في ناحية آل بدير سنة 1930م دخل المدرسة الابتدائية ونجح من الصف الخامس ولم يكمل دراسته وتركها عام 1944م وانصرف لممارسة الأعمال الزراعية واتجه لنظم الشعر الشعبي والفصيح على كافة أوزانه وطرائفه وهو أحد أعضاء اتحاد المؤرخين العرب ومن النسابين الكبار والمجاز من وزارة الداخلية في العهد المباد وله شعبية فائقة ومرموقة بين عشائر آل بدير والعشائر الباقية وكرس حياته لإصلاح ذات البيت وحل بعض المنازعات التي تصل اليه وملائمة دية القتول إن حصلت.
ومن مؤلفاته:-
1- نفحات الشعور في شهر عاشور سنة 1970.
2- آل بدير تأريخهم وتراجم أعلامهم سنة 1990.
3- نفحات الشعور الطبعة الأولى من الجزء الثاني سنة 2004.
4- الكلم الوافر في أنساب العشائر سنة 2004.
5- سلوة القلوب في الشعر الشعبي 2006.
المصادر:
1-تأريخ بغداد ج3 للخطيب البغدادي.
2- الجامع ج1 ، ج2 ، ج3/ محمد عبد القادر با مطرف.
3- التحفة اللطيفة /للسخاوي ج2 ص472،(ص3 الذي يثبت بها داود و محمد من الأوس)
4- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي ص 334.
5- نسب معد واليمن الكبير/ للسائب الكلبي.
6- تأريخ الكوفة /للبراقي.
7- السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص751.
8- الاصابة في معرفة الصحابة ص185.
9- رجال حول الرسول / خالد محمد خالد ص339.
10- صحابة رسول الله /محمود طعمة ص240.
11- عشائر العراق ج2 ص38/ عبد عون الروطان.
12-اللباب في تهذيب الأنساب / المجلد الأول / ص88.
13-الضوء اللامع لأهل القرن التاسع / المجلد الثاني/ ص22 .
14-موسوعة العشائر العراقية / ثامر العامري/ ج3/ص253.
15الكلم الوافر في أنساب العشائر / تأليف الشيخ تكليف رحم آل صكبان.
16-العشائر العراقية / العزاوي.
عشيرة الشراهنة
من عشائر آل بدير الأوسية القحطانية
عشيرة الشراهنة هي أحدى العشائر العربية القحطانية التي يمتد تاريخها إلى ألاف السنين وهم من الأنصار من بني اسلم ابن حريش بن عدي بن مجدعة بن الحارث بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس .
وعلمهم في صدر الرسالة الإسلامية هو الصحابي هاني ابن فراس الاسلمي الأنصاري شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة ونزل الكوفة, اشتكى وجعل تحت ركبتيه وسادة وهو من أهل الكوفة شهد مع رسول الله (ص) المشاهد كلها .
ومنهم سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان من أهل مدينة رسول الله (ص) سكن بغداد في ربض الأنصار وحدث بها وعبد الحميد يكنى أبو الفضل مات بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة وكان هاهنا في ربض الأنصار وكان قليل الحفظ وانه يفتي في مسائل ويخطأ فيها وسعد ابنه اثبت منه وانه ثقة وصدوق .
ومنهم أحمد بن يوسف بن احمد بن يوسف بن إبراهيم الاسلمي الأنصاري من الازد القحطانية مؤرخ من أهل فاس نزل بالمغرب نحو سنة 630هـ ودخل الأندلس فزار الجزيرة الخضراء وهو يأخذ عنه علماء كل بلد يدخله ويأخذون عنه له مصنفات كثيرة توفي عن سن عالية .
ومنهم الشيخ حسن بن إبراهيم بن حن ابن إبراهيم الملقب (البدر) الأنصاري نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن واقبل على التجارة وكان حاذقا فيها كثير التردد والعقل صبورا محتملا معدوداً في وجوه الناس مات في السبع والخمسين من عمره ودفن بالقرب من مصلى باب النصر .
الاستنتاج:-
عشيرة الشراهنة يرجع نسبها إلى هاني بن فراس الاسلمي الأنصاري من الازد من العرب القحطانية من بني اسلم بن حريش وهم بطن من الاوس من الأنصار الذين ناصروا رسول الله (ص) بكل ما يملكونه من غالٍ ونفيس من اجل رفعة الدين الإسلامي الحنيف ثم انتشر أبناء عمومتهم في البلاد العربية خاصة بلاد الشام والعراق حيث يرجع نسبهم إلى الأنصار من الاوس من القبائل القحطانية .
وورد في كتاب عشائر العراق للعزاوي بأن عشيرة الشراهنة يرأسهم فنجان آل هداد والاستاذ عبد بن شداد ونخوتهم (أخوة ناهضة) ومن فروعهم :آل بو صلال، آل بو عريدة، والمطيرات، وآل بريسم، وآل معرف، وبنو حميد، والمحوحية، وقد ذكرهم الاستاذ والمحامي عبد بن شداد الزيدي وزاد أن عدَّ عبادة منهم فقال أنهم في عداد بني زيد، ويذكر أن أغلب فروع الشراهنة من المطيرات وآل معرف هم من الأوس.
وقد ورد في كثير من المؤلفات ان الشراهنة فخذ من آل بدير لان لهم اب يقال له (البدر) وعلى هذا الاساس اعتبر الشراهنة من آل بدير حيث يصل تعدادهم اليوم اكثر من اربعة الاف نسمة فلا يجوز اعتبارهم فخذا من آل بدير وهذا لايتفق مع ما هو منسوب اليهم وكما جاء في كتاب اسماء القبائل وانسابها للقزويني ص161 بان الشراهنة قبيلة من آل البدر فهي عشيرة من عشائر آل بدير الأوسية القحطانية .
وسلالة عشيرة الشراهنة ترتبط بالمحفوظ لها برجل يدعى هاني والملقب بالشرهاني في عصرنا هذا وعند اكمالنا سلالتهم وجدنا ان جدهم هو هاني بن فراس الاسلمي من الذين شهدوا بيعة الرضوان تحت الشجرة فاصبح بذلك خطهم تأصيليا وتوصيلياً وانهم من عشائر آل بدير الأوسية المرتبطة بعشائر عفك القحطانية.
وهم الآن منتشرون في العراق وخاصة منطقة الفرات الأوسط وبالخصوص مع أبناء عمومتهم في آل بدير ومع عشائر عفك .ومنهم:-
1- آل كرم : يرأسهم الشيخ فيصل مايع كرم.
2- آل طعيمة : يرأسهم الشيخ هلال موازي طعيمة.
3- هم الشيخ جابر سماري فلاك.
4- آل دهام: يرأسهم الشيخ صبيح علاوي أبو خوذة.
5- آل حداد: يرأسهم الشيخ رزاق حاصود جادر.
6- آل حنيان: يرأسهم الشيخ جار الله راشد حزام.
7- آل ورور: يرأسهم الشيخ عواد عبيد فرحان.
8- آل صخي: يرأسهم الشيخ عجرش دحيج مطر.
وكل هذه الأفخاذ تنطوي تحت رئاسة الشيخ العام لعشيرة الشراهنة الشيخ سعد تبينة حسين الشرهاني الأوسي.
المصادر:-
1- أسد الغابة في معرفة الصحابة /ج5/ ص257 ابن الجوزي .
2- الإصابة في تميز الصحابة ج5/ ص 393 للعسقلاني.
3- الاستيعاب ج3/ ص1535 لابن عبد البر.
4- الضوء اللامع المجلد الثاني ص 15 للسخاوي.
5- التحفة اللطيفة ج2 / ص464 للسخاوي .
6- الجامع ج1 / ص148 لعبد القادر با مطرف.
7- تاريخ بغداد ج9 / ص126 للخطيب البغدادي .
8- جمهرة انساب العرب ابن حزم الأندلسي ص342 .
9- نسب معد واليمن الكبير للسائب الكلبي ص371.
10- اسماء القبائل وانسابها للقزويني ص161.
11- عشائر العراق / ج4 / ص282/ للعزاوي.
سلالة عشيرة الشراهنة/ إمارة الأوس
حسن حريش
ابراهيم عدي
حسن مجدعة
ابراهيم حارث
(البدر) حارثة
برهان الخزرج
عبد الكريم الضوء اللامع ج2/ ص15 عمرو
عبد الله ورد في أسماء القبائل وأنسابها مالك
محمد للقزويني / ص161 الأوس
أحمد حارثة
علي ثعلبة العنقاء
أحمد عمرو مزيقياء
محمد عامر ماء السماء
عبد الله حارثة الغطريف
ثعلبة
ابراهيم امرؤ القيس
يوسف ثعلبة البهلول
أحمد مازن
عبد الله
يوسف الجامع ج1/ ص148 الأزد
أحمد الغوث
سعد نبيت
عبد الحميد مالك
جعفر كهلان
الحكم سبأ
جعفر يشجب
عبد الله تاريخ بغداد ج9/ ص126 يعرب
الحكم قحطان
رافع
سنان
محمد
حارثة
عبد الله
عمرو
حرام الاستيعاب ص1535
هاني
فراس
خالد
أسلم